...دعوات النيل من مكاسب الجمهورية والتجاهر بعدائها تمثّل ضربا من الخيانة أوّلا والديماغوجيا ثانيا والدغمائية ثالثا، ضربا من الادّعاء والتعالي والتعالم ووقوعا في شرك ثنائية التقديس والتبخيس، وما أبعد ذلك عن الديمقراطية وقبول الاختلاف والتعدد والإيمان بمبدأ الحوار أساسا للعيش المشترك. ما أبعد هذه الممارسات عن الوسطية والتسمح والإيمان بالنسبية والإقرار بكلّ إيجابي متحقّق وتثمينه والسعي إلى المحافظة عليه، وما أقربها إلى تجاهل الواقع والإصرار على الرأي والابتعاد عن نبض الشعب وإرادته، ما أقربها إلى المواقف الهوائية وأوهام الثورية والتقدمية.
إنّ الوطنية قيمة القيم وصمّام الأمان وشرط الانتساب إلى هذه البلاد...وتنحسر بل تسقط كلّ الذرائع التي يتعلّل بها للإساءة إلى الوطن واقتصاده وأمنه، لأنّ قطع الأرزاق قطع للأعناق ولأنّ المساس بالأفراد والمجموعات ثلب لا يصنّف بحال من الأحوال ضمن حرية التعبير...
مقتطف من مقال لحاتم الفطناسي، أستاذ جامعي